happiness2البحث عن السعادة هو جزء من حياتنا اليومية. السعادة تلك اللؤلؤة الباهظة الثمن التي إن وجدها شخص ما لباع كل ما يملك واقتناها.. كثيراً ما نعبر عن السعادة بأنها راحة البال أو الرضا والشكر أو هي حالة السلام والاطمئنان التي قلما وجدت في حياة معظمنا.

لا أعرف شخصاً حتى الآن لم يكلمني عن هذا الموضوع من قبل، وإن لم نتكلم به فنحن نسعى له ونتمناه ونحاول الوصول إليه.  هناك حقيقة علمية تؤكد أننا كلما سعينا لنيل السعادة كلما أضعنا فرص امتلاكها؛ فالسعادة ليست شيئاً واحدا، بل هي توفر بعض العوامل مجتمعة.

السعادة تكمن داخل ذواتنا وهي جزء لا يتجزأ من تكويننا.  أغلب الناس يفكرون بالسعادة بسطحية المشاعر التي تراودهم في مرحلة المراهقة،  تلك المشاعر التي يختبرها الشخص في مكان ما ومع شخص ما – ولا يريد أنه أن يستيقظ من حلم تلك المرحلة والأخطر من ذلك تصبح هذه المشاعر هي ما يقيس عليه الفرد حياته القادمة متوقعاً بأن الغد سيكون بتلك الصورة الوردية.

طبيعتنا البشرية تجعلنا نقيس الأمور بمقاييس مادية وهنا أقصد عبر حواسنا الخمسة.  لذلك يظن البعض أن وجود علاقة حميمة هي ما تجلب السعادة بينما البعض الآخر يرغب بامتلاك المزيد أملاً في تحقيق السعادة.

السعي الدائم لما يظن الناس بأنه السعادة أو تحقيق تلك الحالة من خلال الأشياء الخارجية ، يدفع بعض الناس إلى التورط في سلوكيات مدمرة مثل الإدمان وتناول الكحول أو حتى الانتقال من علاقة عاطفية لأخرى.


السعادة تنطلق لنظرة الإنسان الصحية عن ذاته، تقديره لما يمتلك.
السعادة قرار لا يأخذه آخر منك.

فالتعيس هو المتضرر الأول والسعيد في الاتجاه الآخر هو المستفيد الأول.

اhappinessلسعادة كما يعرفها علماء النفس هي القدرة على استقبال السرور دون الطمع بالمزيد وكذلك الفرح لفرح الآخرين ونجاحاتهم.

نخطئ كثيراً عندما نحاول عزل ما يجلب لنا خيبة الأمل ونحاول جاهدين قطع كل المصادر التي تسبب لنا الانزعاج سواء أشخاص أو ظروف معينة.  ظانين أننا بذلك نأمن لأنفسنا راحة البال والهدوء الذي نحتاجه .. مرة أخرى نحن نتصرف على أن السعادة أو حتى التعاسة هي في شخص ما أو موقف ما وبذلك نبقى في دائرة من البحث لا تنتهي إلا بالإحباط والقلق المستمر.

من غير المعقول أن نتعامل مع موضوع السعادة كما نتعامل مع الألم في الرأس اوالمعدة فنحن نريد أن نوقف الألم عن طريق أخذ الدواء متناسين حقيقة مهمة ألا وهي أننا في أغلب الأحيان نحاول فقط أنه نعالج الأعراض ولا نبحث عن المسببات.

لا تأتي السعادة باتباع وصفة جارك أو صديقك في العمل أو حتى ما اختبره والداك.  فلكل منا ظروفه الخاصة وإمكانياته وتجاربه الشخصية  التي تجعل منه شخصاً مختلفاً عن الآخرين.  فلا  يجب أن نتعامل مع السعادة بأنها مقياس واحد تناسب الجميع.  لكن هذا لا يعني أن ما يشاركنا به الآخرون عن أسباب سعادتهم وتجاربهم شيء يستهان به ولكنه قد يعكس فقط  نظرتهم للحياة وآراءهم الخاصة.

الانفتاح على الآخرين وعدم التمسك برأيك على أنه الأفضل والاستماع واحترام الآخرين يوفر البيئة الصحية ليكون الشخص متصالحاً مع ذاته وبالتالي يشعر بالرضا عن نفسه وهذا بالتأكيد ليس كأخذ حبة دواء بل إصرار على التغيير وملاحظة الذات.

الإيجابية وتقبل الأحداث بطريقة عقلانية وهنا لا أقصد تجاهل مشاعرنا ولكن إيجاد نوع من التوازن في رؤيتنا وتفسيرنا للأحداث حولنا بطريقة فعالة تحدث تغييراً أو على الأقل تبعث الأمل في التغيير.

السعادة تأتي من معرفتك لذاتك وتقبلك لنفسك بكل إمكانياتك وكذلك تقبلك للفشل وعدم التوقف عنده.

السعادة تكمن في مساعدة من حولك والانطلاق من ذاتك وعدم الاستسلام والتقوقع حول نفسك واحتياجاتك الشخصية إلى تلبية احتياجات الآخرين حولك.

السعادة سرٌ يعرفه من يستيقظ شاكراً ويُمسي راضياً.