نفكر ونصور الشخص الجاهز لتلبية طلبات الناس حوله والذي يضحي بنفسه ووقته في سبيل إرضاء الآخرين على أنه شخص مثالي ونعتبر هذه الصفات إيجابية، وعلى النقيض منها أي عندما نرى الناس حولنا يرفضون مساعدتنا في تلبية احتياجاتنا ننعتهم بالأنانية والغرور. وفي الكثير من الأحيان نقول إنهم وضعوا حواجز بينهم وبين الآخرين وغالباً ما نعتبر الأمر سلبي.. كأن مثلاً أن تطلبي من جارتك أن تطرق بابك قبل الدخول فنراه أمرا محرجا وبعض الناس يعتبرون ذلك من أسباب الحفاظ على العلاقة القوية أو من السهل علينا أن نضع الحدود الجغرافية حول بيوتنا ومحلاتنا أو قطعة أرض نملكها ونتوقع من الجميع احترامها وعدم التعدي عليها. فهناك الكثير من القوانين التي تحفظ لنا هذه الحقوق، أما بالنسبة لوضع حد بيننا وبين الناس فهنا نتراجع تحت ضغوط عاداتنا وتقاليدنا التي هي في الأساس مبنية على أسس صحيحة ولكنها مع الوقت وقلة نضوجنا الفكري والاجتماعي، أصبحت ثقلا ومصدر إزعاج.

Barbed wire fence and poles

Can I find my boundaries?

فإذا قضينا وقتاً طويلاً وأكثر من اللازم في تلبية احتياجات الآخرين فلن يكون هناك وقت للاهتمام بأنفسنا واحتياجاتنا الشخصية.

لذلك فالأشخاص الذين يسعون دائماً لإرضاء الآخرين فإن مفهوم بناء الحدود بينهم وبين الآخرين غير واضح ومشوش، فهم في الغالب لا يعرفون أهمية ذلك وإن أدركوا وعرفوا أهمية وضع حد بينهم وبين الآخرين فهم لا يسعون إلى تغيير الأمر. وهذا السلوك مبني على عدة أسباب أهمها الخوف من خسارة أحبائهم وعلاقاتهم مع الأهل والأصدقاء، لذلك يبقى هؤلاء الأشخاص تحت تخدير مسميات دينية أو اجتماعية غير صحيحة.

خلال حديثي مع الناس عبر فترات زمنية مختلفة وجدتهم لا يبادرون إلى التعبير عن توقعاتهم ولا يصارحون من حولهم بما يزعجهم وبما يرغبون فعله أو حتى ما لا يرغبون بتقديمه لأنهم يتوقعون من ذلك الشخص أن يفهم حدوده ويحترم حدود الآخرين دون الكلام عنها والتعبير عنها. فغالباً ما أسمعهم يقولون المفروض والمنطق أن ذاك أو تلك يفهم أن ما يطلبه أو يفعله هو شيء غير صحيح وأنا لا أحتمله، وينسى هؤلاء أن أياماً وشهوراً وسنين كثيرة تمر على انزعاجهم وعدم قدرتهم على تلبية طلبات المستمعين حولهم دون أن يحصل تغيير. لذلك يبقى المستغل مستغلا وكذلك المتضرر متضرراً.

لذلك توقف وفكر لوهلة، فالذي تعتبره منطقياً وبديهياً قد لا يكون كذلك عند غيرك..

وتحملك لتصرفات الآخرين على مضض أو حتى استخدام عبارات التلميح وحتى “التلطيش” لن تساهم في بناء علاقة يسودها الانفتاح والاحترام المتبادل. ولأنك أنت المتضرر فأنت من عليك أن ترسم الحدود بينك وبين الآخرين.

خوفنا من المواجهة وعدم رغبتنا في الدخول في نزاع مع الآخرين يُضيع علينا الفرص التي بها يمكننا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع المحيطين بنا.

كل علاقة مبنية على الخوف ليست علاقة صحيحة وستكون نتيجتها خسارة لأحد الطرفين؛ فأحد الأشخاص يبقى مسيطراً متحكماً والآخر خائفاً فاقدا للشعور بالامتنان والتقدير وأنه مستغل من قبل الآخرين. لذلك إذا لم تبادر بحل مشكلتك ووضع حد للآخرين فلن تخسر احترامك لهم فقط بل أيضا احترامك لحدودك ونفسك أيضا.

 

برنامج-معاكم-الحدود-مصارحتك-للأخرين-يزيد-نجاح-العلاقة

برنامج-معاكم-الحدود-علاقة-مبنية-على-الخوف-نتيجتها-خسارة

برنامج-معاكم-الحدود-سعينا-كسب-رضي-الناس-قلة-ثقتنا

برنامج-معاكم-الحدود-رسم-الحدود-مسؤلياتنا

برنامج-معاكم-الحدود-خوفنا-من-المواجهة-يضيع-الفرص

برنامج-معاكم-الحدود-تلبية-احتياجات-الاخرين-لن-يترك-لنا-وقت

برنامج-معاكم-الحدود-تحملك-لتصرفات-الأخرين-على-مضض-لن-يساهم (1)