في حُضنِ الآبْ

مَجمُوعةٌ مِن التأمُلّاتِ الرُوحِية المَبْنِية عَلى تَعاليمِ الكِتاب المُقَدَّس

زينة لوقا كمورا

المقدمة

اذا كان المسيح لم يُصلب فديانتنا باطلة ولا يوجد شيء يستحقّ أنْ نعيشَ من أجله في هذه الحياة. فالمسيح بموته أثبت معنى المحبة المُضحّية والتي أزالت الموت الأكيد عن وجه كلّ البشريّة. لا توجد أي طريقة أخرى تحت السماء وعلى الأرض تخلّصنا من لعنة الخطيئة وتضمن لنا العلاقة مع الله الاّ من خلال موت الواحد من أجل الكل. إذا كانت خدعةٌ ما أو وهمٌ ما في نظر وفكر بعض النّاس من جهة هذه العلاقة، أعلم يقينا أنّها الحقيقة الوحيدة التي لا يقبلها الناس لأنهم لا يريدون أن يعرفوا قوتها في التغير وقلب الموازين.

لم أقابل المسيح شخصيًا، لم أعش في الزمن الذي ولد فيه ومات وقام، لكن قرأت عنه في كتاب يدعى الإنجيل، الذي يدّعي البعض أنّه مُحرّفا والبعض يراه جيدا فقط كي يكون كواحد من الكتب الأخرى في مكتباتهم الجميلة، يحاولون اقناع انفسهم بأنهم يؤمنون به مع أنّهم لا يقرؤنه واذا فعلوا لا يريدون أن يفهموا حتى يتوبوا وتتغير حياتهم. إن كنت بكل يقين تعتبر صلب المسيح كذبة فليكن كذلك، ولكن دعني أخبرك ما فعلته هذه الكذبة في حياتي.  لقد غيّرت فكري، أحلامي وأهدافي وجعلت منّي شخصًا متعاطفًا ورحيمًا مع الآخرين بعد أن كنت أعيش في أنانية ولنفسي فقط.

هذه الكذبة جعلتني شخصًا مجتهدًا يبحثُ عن المحبة والتصالح مع الجميع ولا ينسى الحق وضرورة المواجهة، مواجه النفس ومواجهة الأخرين بدافع المحبة، والمحبة فقط. جعلتني أحيا في سلام وطمأنينة كاملة، وأخبرتني أن هذه الأرض هي غربة وزائلة، وأفضل شخص فينا لا يرتقي لمنزلة أكبر من كونه إنسان، من التراب والى التراب سيعود، مهما تعالى ومهما كبر ومهما حصل على غنى وعلاقات. تلك هي الكذبة، إن كان اتكالنا على الغنى أو المركز أو الألقاب. لأنّ كلّ ما سبق لا يضمن لي ولك السلام ولا الطمأنينة ولا الفرح ولا الثقة فيما سيأتي بعد.

هذه الكذبة أعطتني يقينًا راسخًا بهويّتي كابنة لله من خلال موت المسيح على الصليب، فهو دفع ثمن خطيتي وصالحني مع الله. فأنا لم أبحث عن الله ولم أمدَّ يدي نحوه، هو من أحبّني واختارني هو من نظر لحياتي ورآها فارغة يائسة ولا معنى ولا هدف فيها. هو من مرَّ بي ورآني ورأى أنّ زمني زمن الحب. هو من مرَّ بي ورأى تعاستي وكبريائي وخطيّتي ومع ذلك أعطاني فرصة للحياة معه لأنه أحبني فقط. ولأنه يحبك وهو يدعوك ويمدّ يديه نحوك. أتمنّى وأصلّي أن لا تغلق الباب في وجهه بل أن تدعوه وتسعى للعلاقة معه، كيف؟

افتح الإنجيل …. اقرأ عنه وعن حياته… عن محبته… عن شفائه وسلطانه على البحر والطبيعة…عن إقامته للموتى وبكائه من أجل المتألمين وبكائه أيضاً بسبب قساوة قلوب الناس…… هذه المحبة التي جعلته يحمل صليبه وهو يعرف تمامًا أنه سيُهان ويُبصق في وجهه، يحاكم ويحتقر من الكل، ومع ذلك أكمل الطريق ولم يتراجع عن الصليب. القصة لم تنته عند الصليب لأنه بعد الصليب كان هناك قيامة.

نعم اخترت أن أصدّق هذه الحقيقة حتى لو أردتَ انت أن تسمّيها كذبة. اخترت أن أتبع من أحبني محبة كاملة. نعم أصدّق من قام من الأموات وصعد للسماء وسوف يأتي ليدين العالم، لأنّ في قيامته -وإن أردت أن تعتبر ذلك أيضًا كذبة -فليكن، ولكن هي الرّجاء والأمل الوحيد لي ولك في هذه الأرض. نعم …صدّقت شخصًا لم يعمل خطية واحدة بحياته …ولم يرفض او يحتقر أي انسان خاطئ. لم يُخجل أو يُقاوم غير المرائيين والمتكبرين، الذين يرون أنفسهم أنّهم الأقدس والأطهر بين النّاس. نعم صدّقت وتبعت ذلك الشخص الذي قبلني وأحبّني بالرّغمِ من كلّ عيوبي وآثامي.

للمعتبرين ابرارا امام الناس وحسب مقياسهم، أقول ان خطيئة واحدة تفصلنا عن قداسة الله وليس بالضرورة أن أكون مجرمة في الكل ومع الكل وبكل المقاييس كي أُعتبر من الخطأة. للمتديّنين الذين يخدعون أنفسهم بطقوس وممارسات دينية فارغة التي لن تغيّر حياتهم ولكن فقط تزيد من ريائهم وكذبهم ونفاقهم وتجعلهم يجلسون على كرسي الله كي يدينوا هذا وذاك. للمتديّنين الذين يظهَرون للناس ودعاء وطاهرين في مكان العبادة، وما ان يتركوا المكان حتى يُزال السّتار عن وجوههم وقلوبهم حين ينهشوا لحم الناس حولهم بالكذب والخداع.

محبته الفريدة جعلتني أنتظر مجيئه بترقّب وأعلم يقينًا بأنّ المسيح سيأخذني إلى عالم أفضل، أنتظره ولا أنتظر كورونا أو مصيبة أخرى كي توقظني من سباتي الروحي لأنني أعلم إني كنت أعمى والان أبصر. وأعلم أن حياتي مبنية على أساس راسخ وهو علاقتي الشخصية بالمسيح من خلال تعاليم الإنجيل. هذه الكذبة جعلتني أرحم ولا أدين النّاس الخائفين والمرتبكين في وسط هذه الأوقات الصعبة.

 صدّقت هذه الكذبة لأنها الحقيقة الوحيدة التي أستطيع أن أثبتها بالأدلة والبراهين أكثر من الأدلة التي يُبحث عنها في إثبات العلوم والحقائق لأنها ببساطة غيّرت حياتي، دخَلت إلى أعماق نفسي. محبة المسيح غمرتني أشبعتني، أشبعت نفسي الجائعة وملأت الفراغ والفجوة الموجودة في نفسي والتي حاولتُ أن أشبعها بامتلاك الأشياء وتحقيق الإنجازات.

ماذا عن الحقيقة التي تعرفها عن الله وعن صفاته؟ هو ايمانك به وبكلمته والذي لا يقبل الشك برايك؟ هل هو كافي لضمان حياتك الأبدية معه وهل انت مطمئن في حياتك وفي نومك؟ هل تُغمض عينيك متكّلا بالتّمام على رحمته ومحبته؟ هل تعيش بسلام رغم كل الشر والأهوال المحيطة بك؟  أم تسعى جاهدا وبكلّ الطرق بأن ترضيه بصلاتك وصومك وعمل كل ما يطلبه منك؟ ولكنك لا تعرف يقينا اين سينتهي الامر بك.

هذه المحبة التي قد تسمّيها كذبة، أعطتني أمًلا ورجاءًا بالغد، أعطتني الاطمئنان واليقين الكامل إني في يوم ما، سأرحل عن هذه الدنيا ولن أخذ شيئا معي، فالكل زائل. الشيء الوحيد الذي لن يأخذه مني أيُّ شخص أو أيُّ قوة في هذه الأرض مهما كبرت ومهما عظمت هو يقيني أنّي سأكون في حضن الآب.

ملاحظة:

لشراء نسخة مطبوعة – فقط داخل الولايات المتحدة الامريكية:

سعر الكتاب المطبوع  8.00$ USD للنسخة.

الشحن متوفر فقط داخل الولايات المتحدة الامريكية. سيتم أضافة 2.80$ لكل كتاب لتغطية تكلفة الشحن. وشكراً.

لشراء نسخة مطبوعة، الرجاء أضغط هنا.

لشراء نسخة إكترونية:

يمكن الحصول على نسخة إكترونية من موقع أمازون على طريق الضغط هنا.

Note:  Shipping is available in the USA only.

The book price (hard copies – soft cover) is $8.00 USD per copy.
The cost of shipping is $2.80 per copy.

To purchase a hard copies of the book, please click here.

 

Amazon – Kindle

If you want to purchase a digital copy of the book from Amazon ($4.99), please visit the following page.