سجناء المستقـبل

إعادة فحص طريقة التفكير وانعكاساتها

%d8%a8%d8%b1%d9%86%d8%a7%d9%85%d8%ac-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%83%d9%85-%d8%b3%d8%ac%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84أهمية مراجعة الذات

عندما تمر عليك السنين دون ان تجلس مع ذاتك وبمعزل عن ما يحيط بك من تشويش وتدخل الاخرين، ستجد نفسك تدور في نمط متكرر من امور الحياة وانشغالاتها، فإما أن تُحبط وتستسلم لواقع الحال فتصبح فاعليتك اقل من المعتاد أو أن تسعى جاهدا لتُظهر لمن حولك أن كل امورك في تقدم مستمر. لذلك إذا أردت أن يكون مستقبلك مختلفا عن المحيطين بك، فانت تحتاج إلى وقفة صادقة مع ذاتك. الكثير منا لايستطيع التمتع بيومه وحاضره، لأنه إما هو منهك وقلق بأمور الغد وما يُخفيه، أو إنه يفضّل العيش على عتبة الماضي وذكرياته الجميلة منها والمؤلمة.

الكثير من الناس لا يريدون أن يواجهوا مصاعب الحياة اليومية بسبب الخوف والتردد فيصبحون أسرى للماضي. كيف؟ لأن السلوكك والاعتقادك الحالي ما هما إلا امتداد أو انعكاس للماضي.

لماذا تتوقع أن يكون مستقبلك مختلف!! مستقبلك المهني، العلاقات، والحياة الأسرية.. إلى آخره من أسلوب معيشة والقرارات التي تتخذها بشكل يومي والتي تؤثر حتماً على مسار حياتك. فالمستقبل ليس بالأمر المجهول، الغامض، المخيف أو حتى المشوق بعد الآن، فهو ببساطة سيكون نسخة مطابقة لماضيك مع فارق واحد وهو اختلاف الزمن.
لماذا نخاف من مواجهة المستقبل

نحن في الغالب نكره الماضي لأننا نعلم أننا فقدنا السيطرة عليه ولا نملك من قوة لتغييره. في الماضي سقطت أمور كثيرة في حياتنا. في الماضي واجهنا مصاعب عديدة لم نتخطاها لعدة أسباب. قلة الخبرة والحيلة، ضعف المراقبة والمتابعة من أهالينا أو عدم إعطائنا فرصة في مدارسنا ومجتمعاتنا. ماضينا فيه أخطاء نخجل منها ونتمنى ألا يعرفها أحد، نتمنى ألا تكون قد وجُدت أصلاً، ماضينا فيه اشخاصاً نتمنى لو أنهم لم يوجدوا في حياتنا.

في ماضينا فرصاُ كثيرة اضعناها، ووقت لن نستثمره بالتعرف على ذواتنا ومصالحة أنفسنا. وقت لم نبني فيه علاقاتنا ولم نوسع دائرة فكرنا. في ماضينا كتب لم نقرأها، وصور لم نراها، أماكن لم نزُرها وقصص لم نحكيها. تجارب وآلام لم نشاركها مع أحبائنا وأصدقائنا. في ماضينا آلات لم نعزفها، أقارب لم نسامحهم وحب ضائع. في ماضينا عبادات لآلهة صنعناها بأنفسنا لتناسب حجم كهنتنا ورهباننا، وطقوساً لم تزد فينا إلا كبريائنا وبرنّا الذاتي وعجرفتنا. في ماضينا ثورات لم تقُم لأنها أطفأت بخمول فكرنا وخوفنا من التغيير” فلص نعرفه أفضل من لص لا نعرفه” في الماضي أوقعنا أنفسنا وضمائرنا في سبات عميق، سبات لا يقاس بالزمن فقط بل بما خلقه من تقاعس لفكرنا فأجهض الأمل في قلوبنا منذ دقائقه الأولى.

تغير المستقبل يبدئ في الحاضر

فإذا أردنا أن نعيش حياة مزدهرة مُقنعة فيها حرية الاختيار علينا أن نغربل ونفحص ما قاله لنا الأهل، الأصدقاء، المجتمع، الأجداد. وكل من كان حولنا، نعم وبما فيهم قادتنا الروحيين، فهم ليسوا إلا بشراً مثلنا. نحن أشخاص لا نتطلع إلى المستقبل إلا من زاوية المجهول الغامض. إذا كانت نظرتنا سلبية للمستقبل، فسنبقى بخوفنا وعدم اتخاذنا للمخاطر وتجربة الجديد، أو على النقيض.. فقد يكون المستقبل زاهي الألوان، جميل ومختلف. ومع ذلك لا نبادر بالتخطيط والاستعداد لقدومه متوقعين أن يأتينا بكل الفرص والأحلام التي نرغب بها دون أن نسعى ونجتهد لتحقيق مانتمناه.

لن يتغير حاضرنا وسيبقى امتدادا لما عشناه في ماضينا ولن نكون على قدر المسؤولية في تبني حياة جديدة، ندير كفتها بأنفسنا، ما لم نعترف أننا أخطأنا في بعض الاختيارات. فإن سوء معاملة الناس لنا والحظ السيء وتقاعس أهالينا وخذلانهم لنا، وتمسكنا بفكرنا السلبي ونفسية (هذا ما جناه علي أبي) والظروف غير العادلة التي اختبرناها، كل هذه العوامل مجتمعة أو منفردة، أصبحت الشبح الذي اخترناه لمطاردتنا. فكفانا قعوداً على جبل الحسرة والندم، ولنبدأ يومنا بعزيمة وقرار مختلفين. أملاً منّا وإيماناً بأنه لا زال هناك وقت ومكان لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة.

1: كيف يمكن ان يؤثر ماضينا وحاصرنا على نوعية مستقبلنا؟
2: ماهي الخطوات العملية التي ممكن ان نتخذها اليوم والتي ستعطي نتائجها في مستقبل أفضل؟

%d8%a8%d8%b1%d9%86%d8%a7%d9%85%d8%ac-%d9%85%d8%b9%d8%a7%d9%83%d9%85-%d8%b3%d8%ac%d9%86%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84