خرجنا من مصر
اختار الله شعبا مكرسًا ومخصصًا لعبادته، واعلن رغبته بهذه العلاقة المُقدسة لإبراهيم الذي أظهر ايمانه بالله ومشيئته بالطاعة الكاملة. نرى بعد ذلك كيف انتهى المطاف بشعب إسرائيل من شعب مُكرم في حياة يوسف الى شعب مُستعبد ومُنهك القوى ويعيش تحت قبضة وحكم فرعون.
كان الله ولايزال يقاوم ويرفض أي شخص أو مجموعة تحاول أن تتسلط على شعبه وتُملي عليه ما تريده تحت أي ذريعة كانت كما فعل فرعون مع شعب الله في مصر. “اطلق شعبي ليعبدوني” تلك كانت رسالة موسى لفرعون. ولا ننسى أن ابليس وفرعون هما وجهان لعملة واحدة تمثل الشر ومملكته.
نعم خرج شعب إسرائيل من مصر، ولكن من الواضح أن مصر لم تخرج من فكره وقلبه. مصر التي تمثل العالم والخطيئة.
واليوم نحن المبررين بدم المسيح هل نعيش في العالم، أي نستخدمه بشكل مؤقت والى حين؟ أم العالم يعيش فينا ويستهلك قوتنا وأهتمانا؟ هل نحن من يُبهر العالم بتميزنا ورسالتنا أم العالم يلمع في عيوننا ونشتهي ما يقدمه لنا وبالتالي لا فرق بيننا وبين الاخرين إلا بمظاهر خارجية لا تمت بالصلة عن هويتنا ودعوتنا المقدسة؟
بولس في رسالته لأهل غلاطية يقول حاشا لي أن افتخر إلا بصليب يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وانا للعالم.
بمعنى أن اتباع بولس للمسيح الذي صُلب لأجله يعني شيء واحد فقط وهو اعلانه العداء الابدي للعالم. والسؤال هل موت المسيح على الصليب وقيامته هو ما نفتخر به وهو الدافع الوحيد لنعيش حياة البر والقداسة التي دعانا اليها الله؟ ام نحاول أن نحتفظ بعبادتنا للرب ومحبتنا للعالم؟ هذا النوع من العبادة هو الاسوأ والاشر في فكر وقلب الله الذي يطلب الساجدين الحقيقيين الذين يعبدونه بالروح أي من خلال قوة شخص الروح القدس والحق أي الاستقامة والامانة في حياتنا كمؤمنين والسلوك كما يليق بكلمة الانجيل.